12/ يونيو/2023

أقامت وزارة الخارجية صباح هذا اليوم الاثنين ندوتين تنفيذا لأهداف و مشاريع الرؤية الوطنية لتأهيل و تدريب كادر الوزارة الدبلوماسي والإداري في المعهد الدبلوماسي .

حيث ألقى السفير الدكتور/ عصام المحبشي، نائب رئيس المعهد الدبلوماسي، ندوة حول ” مقدمة عن التطور التاريخي للدبلوماسية، تعريف الدبلوماسية ، السلك الدبلوماسي، الحياة الدبلوماسية” حيث ذكر الدكتور التطور التاريخي الذي بدأ ما قبل الحضارات بشكل الاتفاق على قواعد سلوكية لتنظيم العلاقات بين مجموعتين بشريتين مستقلتين. و من ثم تطور العلاقات الدبلوماسية في ظل الحضارات التي قامت في العصور القديمة والوسطى، كما تحدث السفير بشكل مفصل عن اول معاهدة سلام في التاريخ و هي “معاهدة قادش” عام 1258م، و ذكر الدكتور عصام بأن حضارة الإغريق كانت اول حضارة اهتمت بقواعد الدبلوماسية في كيفية اختيار السفراء و إيفاد السفارات و طورت مفهوم الحصانات و أنشأت وظيفة القنصل، كما نظمت المفاوضات و المؤتمرات والتحالفات عبر البرلمان.

وتحدث السفير عصام نبذة مختصرة عن تطور الدبلوماسية في العصر الروماني والتي قسمها على مرحلتين، ومن ثم الإمبراطورية الغربية والتي تم فيها انشاء اول سفارة دائمة وتم تعيين السفراء من ٣- ٤ اشهر لأول مرة للابتعاث والتمثيل الدبلوماسي في الخارج كما حددت قواعد صارمة يجب الالتزام بها من قبل السفراء.

و عرض الدكتور عصام كيف كانت الدبلوماسية العربية والإسلامية والتي بدأت بإرسال رسول الله وفد إلى ” النجاشي” ملك الحبشة للتفاوض بشأن إقامة المهاجرين في الحبشة لاضطهادهم الديني من قبل قريش، ومن ثم تدرجت إلى مرحلة العصر الأموي الذي لم تحدث فيه اي تطور دبلوماسي يذكر، و يليها مرحلة العصر العباسي الذي ازدهرت فيه الدبلوماسية بإنشاء(ديوان) خاص لصياغة المذكرات والرسائل والاتفاقيات و المعاهدات، كما حملوا سفراءهم جواز سفر كان يسمى “وثيقة الطريق” و حملوهم كتاب الاعتماد و التوصيات والبسوهم ملابس رسمية و نظموا مراسيم الاستقبال للسفراء.

و تحدث الدكتور عصام عن التطور الدبلوماسي في المجتمعات الحديثة في القرن التاسع عشر والمؤتمرات التي تم عقدها لتنظيم قواعد الدبلوماسية بين الدول من أهمها مؤتمر فينا عام 1815 الذى تم فيه حل مشكلة الأسبقية في التعيين، يليه مؤتمر اكس لاشابيل عام 1818م و مؤتمر كمبردج عام 1895م ومؤتمر فينا 1963 و اتفاقية البعثات الخاصة 1969م و اختتم بذكر اتفاقية المنظمات الدولية 1975.

واختتم الدكتور عصام ندوته بشرح أنواع عديدة لتعريف مفهوم الدبلوماسية و قائمة السلك الدبلوماسي و نبذة عن مبادئ القانون الدبلوماسي والحياة الدبلوماسية في دول الاعتماد و القواعد التي يجب مراعاتها عند التمثيل الدبلوماسي في الخارج من قبل الدبلوماسيين و تطورات اللغة الرسمية المعتمدة للقانون الدبلوماسي من العصر القديم حتى الآن .

تلى ذلك محاضرة ألقاها السفير أ.د/ أحمد العماد، عميد المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية، وأستاذ القانون الدولي العام بجامعة صنعاء، بعنوان ” مفاهيم أساسية في الحصانات والامتيازات الدبلوماسية” تطرق فيها عن مفهوم الحصانة التي تعتبر نوع من الحصانة القانونية وسياسة متبعة بين الدول، تضمن عدم ملاحقة ومحاكمة الدبلوماسيين تحت طائلة قوانين الدولة المضيفة، وقد تم الاتفاق على الحصانة الدبلوماسية كقانون دولي في مؤتمر فيينا للعلاقات الدبلوماسية الذي عقد في 1961، كما وضح السفير أحمد الفرق بشكل مفصل بين الحصانات والامتيازات التي يتمتع بها الدبلوماسيين العاملين في السفارات في بلد الاعتماد.

كما فرق الدكتور احمد بين الحصانات والامتيازات التي يتمتع بها الدبلوماسي والحصانات والامتيازات التي يتمتع بها القنصل الفخري، و طرح الدكتور أحمد سؤالين مهمين وهما ” من اين تبدأ الحصانات للدبلوماسيين و متى تنتهي” و بهذا السؤالين فتح باب النقاش والإستفسارات و تم الرد عليها من قبل السفير.

حضر و شارك الندوتين موظفي الكادر الدبلوماسي والإداري.