عقدت وزارة الخارجية والمغتربين اليوم، في صنعاء مؤتمرًا صحفيًا حول التطورات المحلية والإقليمية والدولية.

وفي المؤتمر الصحفي، استهل وزير الخارجية والمغتربين جمال عامر، حديثه عن العدوان الأمريكي الصهيوني، على غزة وإسناد اليمن لمظلومية الشعب الفلسطيني.

وقال “ما حدث بعد ذلك من تصعيد تجاه اليمن يمثل أحد نتائج هذا الموقف”.. مستعرضًا موقف قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الدين الحوثي الإنساني والأخلاقي الشجاع في إسناد غزة لمواجهة حرب الإبادة الجماعية التي مارسها الكيان الصهيوني.

وأوضح أن موقف قيادة اليمن كان مفاجئًا ولم يتوقعه أحد خاصة في واشنطن والغرب.. مضيفًا “ورقة استخدام باب المندب والبحر الأحمر كانت متوفرة خلال العشر السنوات الماضية من العدوان العسكري والحصار الشامل ولكنها لم تستخدمها، إلا لأسباب إنسانية في دعم وإسناد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة”.

وشدد الوزير عامر على أن صنعاء رفضت كل المساعي والوساطات والضغوط التي تعرضت لها مقابل وقف إسناد قطاع غزة، وبالرغم من تعرض اليمن لعدوان عسكري ثلاثي أمريكي بريطاني إسرائيلي كان رد صنعاء واضحا للجميع بأن السيد القائد وضع معادلة بسيطة وغير مكلفة هي إنهاء العدوان على قطاع غزة وسماح دخول المساعدات الإنسانية مقابل إنهاء العمليات الداعمة لغزة.

وجدد التأكيد على أن موقف صنعاء ما يزال كما هو عليه وأنها تراقب تنفيذ اتفاق الهدنة وسمحت بالمرور الآمن للسفن في البحر الأحمر، وأنه في حال قيام الكيان الصهيوني ببدء عملية تهجير لسكان قطاع غزة أو تراجع عن تنفيذ اتفاق الهدنة، ستعاود صنعاء القيام بدورها الإنساني والأخلاقي مرة أخرى.

وفيما يتعلق بما تتعرض له الجمهورية اليمنية من مؤامرات، أكد وزير الخارجية أن السعودية والإمارات هما أداة رئيسية بيد الولايات المتحدة الأمريكية، التي تحيك المؤامرات على صنعاء من خلال أدواتها المحلية من مرتزقة وتخطط للهجوم على صنعاء، إلا أن الخلاف السعودي، الإماراتي لتقاسم المحافظات الجنوبية المحتلة، أعاق تنفيذ مخططاتهما التآمرية.

وأشار إلى أن من تحمل مسؤولية الدفاع عن القيم الإنسانية في قطاع غزة التي تبعد أكثر من ألفي كيلو متر عن الأراضي اليمنية لا يمكن أن يقبل أن تبقى أراضي بلاده واقعة تحت الاحتلال الأجنبي.

ودعا وزير الخارجية والمغتربين، الرياض إلى اغتنام الفرصة للسلام وعدم البقاء تحت رحمة واشنطن التي لن تتمكن من حمايتها.. وقال “واشنطن هي من أوقفت العمل بخارطة الطريق كوسيلة ضغط على صنعاء لتتخلى عن موقفها المبدئي في غزة”.

وأضاف “قامت واشنطن بتصنيف صنعاء كجماعة إرهابية، وزادت واشنطن من تصعيدها من خلال تجفيف المساعدات الإنسانية كوسيلة وإداة ضغط متوهمة أن بإمكانها تركيع اليمن خاصة وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتعامل بشكل غير عقلاني مع الجميع وكأنه يريد العودة بالعالم إلى القرن الـ 19”.

وأكد جدية صنعاء للتوجه نحو السلام وإقامة علاقات متكافئة مع الرياض التي عليها أن تعي أنه لا يمكن القبول مرة أخرى بأن يبقى اليمن حديقة خلفية لها، فصنعاء جاهزة للسلام وتعمل على مسارين الأول المسار الدبلوماسي، لكن في حال فشلت الدبلوماسية، فإن المسار الثاني متروك للقيادة الثورية والقوات المسلحة التي هي في جهوزية للقيام بدورها.

وأفاد بأن صنعاء تقدر دور الأمم المتحدة لكن للأسف المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن أصبح يتحدث بلسان المبعوث الأمريكي ليندركينغ الذي لم تعترف به صنعاء.

وبشأن التضخيم الأممي والغربي لعملية احتجاز عدد من الموظفين المحليين في عدد من المنظمات الدولية، أكد وزير الخارجية أن حكومة التغيير والبناء تثق في كافة المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية العاملة في اليمن، لكن هذه المنظمات من السهل اختراقها من قبل أفراد يستغلون عملهم فيها للقيام بمهام تهدد أمن وسلامة البلد، فلا يمكن لأي دولة أن تقف مكتوفة اليدين أمام أي تهديد لأمنها خاصة وأن اليمن يتعرض لعدوان عسكري وحصار شامل منذ عشر سنوات.

وقال “إن الحكومة ملتزمة بكافة الإجراءات القانونية في التعامل مع ملف المحتجزين وإنها استجابت لمطالب الأمم المتحدة وسفراء عدد من الدول الصديقة بعدم إحالة المتهمين إلى النيابة العامة والقضاء حتى الوصول لحلول ودية، منها إصدار عفو عمن كانت اتهاماتهم بسيطة ولا تؤثر على أمن وسيادة البلد”.

وتطرق الوزير عامر إلى دور برنامج الأغذية العالمي الذي لم يعد يقوم بالدور المنوط به.. مشيرًا إلى أن البرنامج عمد خلال الفترة الماضية إلى تخفيض المساعدات الغذائية التي كان يقدمها في 222 مديرية إلى 74 مديرية فقط، واتبع سياسة تثير الفتن والمشاكل الداخلية في أوساط المجتمع من خلال سياسة توزيع ليس فيها عدالة.