19/ يونيو/2023
قامت وزارة الخارجية صباح هذا اليوم الإثنين ندوتين تنفيذا لأهداف و مشاريع الرؤية الوطنية لتأهيل و تدريب كادر الوزارة الدبلوماسي والإداري في المعهد الدبلوماسي في صنعاء .
حيث ألقى السفير/ د. عصام المحبشي، نائب رئيس المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية، ندوة حول ” نبذة عن تاريخ اليمن و جغرافيته” تطرق فيها عن دور اليمنين العريق في تسيير وحماية القوافل التجارية البرية التي تسمى” خطوط التجارية العالمية” و صناعة الاساطيل البحرية، كما شكلت المصلحة الاقتصادية التجارية العلاقات الدولية بين اليمن و دول العالم خاصة في عهد الوحدة اليمنية في شبة الجزيرة العربية بين الحضارات اليمنية القديمة منها حضارة سبأ وقتبان واوسان و حضرموت و معين، و كانت المصلحة الاقتصادية والتجارية هي السبب الرئيسي في توحيد اليمن و ازدهارها.
كما شرح السفير عصام بشكل مفصل عن أهمية و دور النشاط البحري في الحضارات اليمنية القديمة و من ثم دور النشاط البحري التجاري في الإمبراطورية العربية و الإسلامية والتي شهدت فيها العلاقات الدولية تطورا ملحوظا بسبب صدق وأخلاص اليمنيين في تجارتهم وكان لمكة المكرمة دورا كبيرا في دعم وتطوير التجارة البحرية اليمني والعربي وأطلق على تلك الحقبة “العصر الذهبي العربي”. و تحدث الدكتور عن أهمية المنطقة البحرية في تاريخ العلاقات اليمنية والصينية والتي ازدهرت في عهد الحضارة الرسولية حيث وصلت 150 سفينة صينية محملة بالبضائع الصينية و إرسال سفن يمنية محملة بالبضائع اليمنية وتم ارسال اربع بعثات تجارية إلى الصين لتعزيز النشاط الاقتصادي مع الصين، ثم وضح السفير عصام دور الأنشطة البحرية اليمنية في عهد الإمبراطورية العثمانية بعد سيطرتها على دول البلقان و يوغسلافيا و دول البحر المتوسط، كما تم استدعاء التدخل العثماني من قبل حكام و مشايخ المسلمين العرب للحماية من الغزو البرتغالي المسيحي الذي وصل باسطول بحري ضخم إلى سواحل البحر الأحمر والذي تحول فيما بعد إلى احتلال و سيطرة عثمانية .
و عرض الدكتور عصام نبذة تاريخية عن الأنشطة البحرية في تاريخ اليمن المعاصر بعد استقلال اليمن من الغزو العثماني و توحيد اليمن في عهد الملك، اسماعيل المتوكل على الله، الذي وحد اليمن جميع أنحاء اليمن حتى وصل إلى عمان، كما عرض السفير عصام اهم النقاط حول الأنشطة البحرية في عهد النهضة الأوربية والتي مهدت لدخول بريطانيا ودول أوروبا لاحتلال اليمن و بعض الدول العربية خاصة بعد “معركة ديو” عام 1507م والتي بدأت سيطرتها بهدف ديني مبدئيا ثم تحولت إلى غزو استعماري و عسكري. كما ذكر الدكتور عصام بعض المعلومات الهامة عن الأنشطة البحرية التجارية و تاثيرها على اليمن في تاريخ الإمبراطورية اليونانية و تاريخ الإمبراطورية الفرنسية و السيطرة البريطانية العسكرية لحماية الطرق التجارية البحرية والجزر اليمنية من أهمها جزيرة سقطرة و ميون والمواني اليمنية وأهمها ميناء عدن و المخا الواقعة تحت سيطرتها.
تلى ذلك محاضرة ألقاها الدكتور/ عدنان المقطري، نائب رئيس كلية التجارة و أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، حول “مبادئ اساسية للدولة و النظام السياسي” تطرق فيها عن أهم عناصر علم السياسة التي تبدأ من الدولة و من ثم السيادة والاعتراف الدولي والحكومة والإقليم المحدد والسكان، و ركز في ندوته على عنصر الحكومة الذي يعتبر النظام السياسي و سلطاته، شرح فيها عن نظرية العقد الدولية التي اهتمت بالدستور الذي يحدد شكل و هوية الدولة و حقوق وواجبات المواطنين و شكل الحكومة التي هي السلطة السياسية والتي تفرض سيادتها على الإقليم و السكان، كما وضح الدكتور أشكال الحكومة التي قسمها أفلاطون الى نظام ملكي و ارستقراطي و ديمقراطي حيث كان النظام الارستقراطي هو النظام المتبع والافضل لدى أفلاطون.
و من ثم ذكر الدكتور عدنان ثلاث أنواع من النظام الديمقراطي و هو ديمقراطية مباشرة و ديمقراطية شبة مباشرة و ديمقراطية غير مباشر والتي تقوم على أساس العلاقة بين السلطات. كما فرق الدكتور عدنان الفرق بين الديمقراطية المباشرة في الحكومة البرلمانية و الحكومة الرئاسية و الحكومة المختلط و الجمعية( سويسرا) التي اتخذت النظام الشبة ديمقراطي.
و اختتم الدكتور عدنان بشرح مفصل عن نظام الحكم في اليمن المبني على الدستور اليمني و ذكر اهم الأسس السياسية في الدستور اليمني من أهمها مبدأ السيادة و هوية الدولة العرببة والاسلامية و اسم الدول وأقليمها و النظام الجمهوري فيها وان الإسلام مصدر لجميع التشريعات اليمنية و مبدأ التعددية الحزبية. كما وضح الدكتور أهمية معرفة الحقوق السياسية في الدستور اليمني التي تكفل الحفاظ على الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمدنية المتساوية لجميع المواطنين اليمنيين.تم فتح المجال للنقاش والردود عليها من قبل الدكتور عدنان المقطري.
حضر و شارك الندوتين موظفي الكادر الدبلوماسي والإداري.